عالم الأدبكتب

“العمارة بين الحداثة وما بعدها: رحلة بصرية عبر الزمن مع خالد السلطاني”

العمارة والحداثة: رحلة اكتشاف عبر الزمن, لطالما كانت العمارة، بجانب الأدب والفن التشكيلي والمسرح، من أولى بواباتنا إلى عالم الحداثة وما بعد الحداثة. ولكن رغم هذا التقدم، بقيت العمارة في عالمنا العربي أقرب إلى حرفة مهنية تركز على جوانبها الوظيفية، بعيدًا عن كونها عنصرًا فاعلًا في الثقافة. لم تُعطَ العمارة الاهتمام الثقافي الكافي، مما أدى إلى نقص واضح في المطبوعات التي تستعرض تأثيرها في تشكيل السياسات الثقافية.

خلال السبعينيات من القرن العشرين، تميزت العمارة في الأدب الثقافي بفضل أعمال مثل المقالات التي نُشرت في مجلة “آفاق عربية” والتي كانت تعكس رؤية ثقافية موسعة. كتاب “حديث في العمارة” للدكتور خالد السلطاني، الذي نُشر في العراق، كان نقطة تحول في فهمي للعمارة كمجال ثقافي يتجاوز الجوانب المهنية. السلطاني، الذي يُعد من أبرز المعماريين العراقيين، ساهم بكتابه الأخير “عمارات: لمحة إلى عمارة الحداثة… وأخرى إلى ما بعدها” في تقديم رؤية شاملة حول العمارة الحديثة وما بعدها.

الكتاب يتسم بخصائص بارزة:

  1. تحفة بصرية: يعرض الكتاب أعظم إنجازات العمارة بطريقة بصرية جذابة، مما يعزز التجربة البصرية للقارئ ويخلو من التعقيد الأكاديمي.
  2. تنوع المحتوى: لا يتبع الكتاب ترتيبًا زمنيًا ثابتًا، بل يتيح للقارئ حرية اختيار المواضيع التي تثير اهتمامه، مما يجعله قراءة ممتعة وغير مقيدة.
  3. مقدمة مختصرة: توفر المقدمة عرضًا مركزًا لخبرة المؤلف في العمارة، مما يسهل على القارئ غير المتخصص فهم المفاهيم الأساسية.
  4. فتح المجال الثقافي: الكتاب يقدم الكتاب تمهيدًا بشاعر وإعلامي عراقي، مما يعكس انفتاح العمارة على مجالات ثقافية أوسع.

يتناول الكتاب أيضًا تطور الأفكار المعمارية من الحداثة إلى ما بعد الحداثة، مع التركيز على تأثيرات روبرت فنتوري وتشارلز جينكس وبيتر آيزينمان. يقدم تحليلًا عميقًا للمفاهيم المعمارية ويعرض كيف تأثرت العمارة بالتقنيات الحديثة والعولمة.

بإجمال، “عمارات” هو إضافة قيمة للمكتبة المعمارية، يقدم رؤية بصرية وثرية تساعد القراء على استكشاف عالم العمارة بطرق جديدة وممتعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى