رواية كتبها زعيم كردي مسجون تسجل نجاحاً لافتاً في تركيا
كيف أثرت الرسائل المتبادلة بين زعيم كردي مسجون وكاتب حر على عالم الأدب؟
حققت رواية الجريمة “ثنائي في المطهر” Duet in Purgatory، التي كتبها زعيم كردي مسجون وكاتب تركي حر، نجاحاً باهراً في تركيا. الرواية، التي تركز على قصة محام يساري متقاعد وجنرال مسن له ماضٍ ملوث، حققت انتشاراً واسعاً رغم كونها مبنية على رسائل متبادلة دون أي توافق مسبق على الحبكة.
بداية غير متوقعة
تبدأ القصة عندما أرسل يغيت بينر، المؤلف والمترجم، نسخة من رواية لويس فرديناند سيلين الكلاسيكية “رحلة إلى نهاية الليل” إلى صلاح الدين دميرتاش، الزعيم الكردي المسجون، مرفقة بملاحظة كتب فيها “عربون تضامني”. دميرتاش، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 42 عاماً، وقد اعتبرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان احتجازه غير قانوني، علق قائلاً إنه كان “مجازفة محفوفة بالأخطار” محاولة كتابة رواية دون اتفاق مسبق على التفاصيل الأساسية.
رحلة الكتابة والتعاون
أُعجب بينر بمجموعة القصص القصيرة التي كتبها دميرتاش، وبدأ الاثنان في تبادل المراسلات عبر محامي دميرتاش. مع فشل آمال دميرتاش في الحصول على إطلاق سراح مبكر بعد الانتخابات الرئاسية التركية في مايو 2023، اقترح بينر على دميرتاش فكرة كتابة رواية مشتركة. رغم عدم وجود حبكة محددة أو شخصيات واضحة في البداية، نجح الثنائي في كتابة 13 فصلاً عن طريق التناوب على صياغة النص.
نجاح الرواية وتقييم النقاد
صدر الكتاب عن دار “ديبنوت” ب55 ألف نسخة في الشهر الماضي، ومن المتوقع طبع مزيد من النسخ في سبتمبر القادم. وقد أشاد النقاد بالسرد المضحك والسريع في الرواية، بينما تهافت القراء على رؤية بينر في المكتبات. يشير بينر إلى أن نجاح الرواية يعود إلى توقيتها المناسب، حيث تعكس قصة الكتاب الانقسام المتزايد في تركيا.
اللقاء الاستثنائي
أدى بينر “زيارة عاطفية للغاية” إلى دميرتاش في يوم إصدار الكتاب في سجن أدرنة، حيث سمح له بالخروج من الزنزانة الصغيرة التي يقبع فيها منذ ثمانية أعوام. وقد أثرت القصص الشخصية للمؤلفين في تشكيل الرواية، مما أضاف بعداً إنسانياً للعمل الأدبي.
ختام
“ثنائي في المطهر” ليس مجرد رواية جريمة، بل هو تجسيد للقوة الكامنة في التعاون عبر المسافات والظروف. الرواية تسلط الضوء على كيف يمكن للأدب أن يتجاوز الحدود ويجمع بين أشخاص من خلفيات مختلفة، حتى في ظل أصعب الظروف.