قال وزير الدفاع الكوري الجنوبي، شين وون-سيك، إن بلاده ربما تتسبب في صدع لتحالفها مع الولايات المتحدة وتحدث هزة للأسواق المالية إذا بدأت في تصنيع أسلحة نووية. جاء هذا التصريح رداً على دعوات محلية متكررة لامتلاك ترسانة نووية لردع كوريا الشمالية.
دعوات محلية للتسلح النووي
في ظل سعي كوريا الشمالية لتوسيع قدراتها النووية والصاروخية بشكل سريع، دعا المزيد من المسؤولين الكوريين الجنوبيين وقادة الحزب الحاكم المحافظ الذي ينتمي إليه الرئيس يون سوك يول، إلى تطوير أسلحة نووية. وتأجج الجدل في ظل احتمالية فوز الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بولاية أخرى، إذ سبق أن اشتكى ترامب من تكلفة الوجود العسكري الأميركي في كوريا الجنوبية، وأطلق محادثات غير مسبوقة مع الشمال.
تحذيرات الوزير شين
في مقابلة مع “رويترز”، أشار شين إلى أن امتلاك ترسانة نووية محلية الصنع يهدد بعواقب مدمرة على المكانة الدبلوماسية والاقتصادية لكوريا الجنوبية. وقال شين: “سنواجه صدعاً هائلاً في التحالف مع الولايات المتحدة، وإذا انسحبنا من معاهدة منع الانتشار النووي، فإن ذلك سيعقبه عقوبات مختلفة”.
الوضع الجيوسياسي المعقد
قال شين إن تصاعد المنافسة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والصين، والغزو الروسي لأوكرانيا، أدى إلى “تحوّل شامل” في نموذج ما بعد الحرب الباردة، مما وضع كوريا الجنوبية في قلب الاضطرابات الجيوسياسية. وأوضح شين أن كوريا الشمالية تحولت من كونها “صداع في آسيا” إلى “شرير عالمي”، بينما طلبت روسيا المساعدة من بيونج يانج، مما شوه هيبتها الوطنية.
التوتر مع كوريا الشمالية
ازدادت التوترات بين الكوريتين بعد إطلاق كوريا الشمالية آلاف البالونات المحملة بالقمامة باتجاه كوريا الجنوبية، رداً على حملة دعائية منشقين كوريين جنوبيين يرسلون منشورات وأغذية عبر الحدود. استأنفت سيول بثها الدعائي عبر مكبرات الصوت لأول مرة منذ عام 2018، مما أدى إلى تصاعد التوترات.
التعاون العسكري والسياسي
أشار شين إلى أن التعاون العسكري مع الولايات المتحدة وتعزيز الردع هو الطريقة “الأكثر فاعلية وسلمية” لمواجهة تهديدات الشمال. وأوضح أن كوريا الجنوبية لم تناقش الانضمام إلى تدريبات بحرية في بحر الصين الجنوبي، رغم الدعوات الأميركية للدول المتشابهة التفكير للتكاتف في مواجهة التوتر مع الصين وروسيا.
رد الفعل الروسي
أكد شين أن كوريا الشمالية تلقت مساعدة روسية بمحرك صاروخي استخدم في محاولة فاشلة لإطلاق قمر صناعي للتجسس. وأوضح أن شحنات الأسلحة بين كوريا الشمالية وروسيا تشمل أكثر من 12 ألف حاوية، بما يكفي لحمل نحو 5.6 مليون قذيفة مدفعية عيار 152 ملم.