تكنولوجيا وذكاء إصطناعي

الذكاء الاصطناعي “نقمة” ما لم يوظف بشكل أخلاقي

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يصبح نقمة إذا لم يتم توظيفه بشكل أخلاقي؟ في اختتام مؤتمر “ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي في منطقتي آسيا والشرق الأوسط” في العاصمة العمانية مسقط، أكد مدير عام منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك، أن الذكاء الاصطناعي يحمل فوائد عديدة، لكنه قد يتحول إلى نقمة إذا لم يتم استخدامه بشكل أخلاقي. وعقد المؤتمر بالشراكة مع جامعة التقنية والعلوم التطبيقية ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات في سلطنة عمان.

فوائد ومخاطر الذكاء الاصطناعي

أوضح المالك أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون له فوائد كبيرة في العديد من المجالات، ولكن إذا تم توظيفه بشكل غير أخلاقي، فقد يتسبب في مشاكل كبيرة. من بين الاستخدامات السلبية للذكاء الاصطناعي التي أشار إليها المالك، استخدامه في إعداد الأبحاث الدراسية لتحقيق درجات علمية، مما يشكل شكلاً من أشكال الغش والفساد في المجال الأكاديمي.

إطار عمل أخلاقي للذكاء الاصطناعي

أكد المالك على أهمية إدراج القيم الأخلاقية في “ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي” الذي تعتزم الإيسيسكو إصداره. وركز المالك على ضرورة تحقيق توازن بين الإبداع والحرية الفردية والتكافؤ في توظيف الذكاء الاصطناعي.

الخطوات المستقبلية وتوصيات المؤتمر

نائب رئيس جامعة التقنية والعلوم التطبيقية سعيد جعبوب أشار إلى أن إعداد المسودة الأولية لبنود الميثاق يعد خطوة هامة نحو إنشاء إطار عمل قوي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي وحوكمته في المنطقة. وقد أوصى المشاركون بضرورة استحداث نصوص قانونية وأطر أخلاقية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، بالتزامن مع تأهيل العنصر البشري لاستخدامه بشكل صحيح، مع ضرورة مواءمة الميثاق مع المواثيق الدولية.

كما شددوا على أهمية أخذ خصوصيات وقيم العالم الإسلامي بعين الاعتبار، مع ضرورة الموازنة بين الابتكار وحماية حقوق الأفراد، ورفع الوعي وبناء القدرات.

استخدامات الذكاء الاصطناعي في الحروب

رغم الفوائد الكثيرة للذكاء الاصطناعي، فقد أشار مختصون إلى استخداماته السلبية في الحروب. فقد حولت إسرائيل قطاع غزة إلى ميدان تجارب لتقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث استخدمت تقنية “غوسبيل” لتحديد وضرب الأهداف خلال الحرب على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر الماضي، ما أدي إلى ضرب 15 ألف هدف في أول 35 يوماً من الحرب، وفقاً للباحثة الفلسطينية نور نعيم المتخصصة في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.

الخلاصة

الذكاء الاصطناعي يحمل إمكانيات هائلة، لكنه يحتاج إلى إطار أخلاقي صارم لضمان استخدامه بطريقة تدعم الإنسانية وتجنب الأضرار المحتملة. مؤتمر “ميثاق العالم الإسلامي للذكاء الاصطناعي” يمثل خطوة هامة نحو تحقيق هذا الهدف، ويبرز الحاجة إلى توازن بين الابتكار وحماية القيم الأخلاقية في جميع استخدامات الذكاء الاصطناعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى