عالم الأدب

ترجمة الأدب العربي للإنجليزية.. يونس عطاري: الأدب يغير منظور الآخر إلينا

ترجمة الأدب العربي للإنجليزية.. يونس عطاري: الأدب يغير منظور الآخر إلينا

تورنتو – يعد العمل الثقافي العربي في كندا عملاً نضاليًا في ظل صعوبة تنفيذه وانحسار الموارد الداعمة لتمكين الهوية العربية بين المهاجرين العرب. وفي المقابل، تتواجد ثقافات قوية لشعوب أخرى، لا سيما الصينية والهندية، بجانب شعوب إنجليزية وفرنسية مؤسِسة لكندا الحديثة.

رغم أن اللغة العربية تُعتبر ثالث أكثر اللغات شيوعًا في الشوارع بسبب العدد الكبير من المتحدثين بها، إلا أن وجودها الثقافي لا يزال متواضعًا لأسباب عديدة، منها الموضوعية والذاتية.

وعلى الرغم من هذا الوضع الصعب، حاول عدد من المبدعين العرب الذين هاجروا إلى كندا في أوقات مختلفة زرع نواة لثقافة عربية جديدة من خلال إنشاء فرق موسيقية، صالونات ثقافية، معارض للكتاب، مدارس موسيقى، فرق مسرحية، ومهرجانات سينمائية، وصحف ناطقة بالعربية.

ومن بين هذه التجارب الطموحة، تجربة الشاعر والناشر والمهندس الفلسطيني يونس عطاري، الذي أسس “دار الحاضرون” قبل عدة سنوات، وهي أول دار نشر للأدب العربي المترجم إلى الإنجليزية. وقد نشر العشرات من الكتب لمبدعين وباحثين عرب مثل فجر يعقوب، أمير تاج السحر، سهير المصادفة، شربل داغر، آمال بشيري، محمد إبراهيم طه، وأحمد فضل شبلول. حول تجربته في النشر والشعر، بالإضافة إلى إنجازات “دار الحاضرون” وطموحاتها، يدور هذا الحوار الخاص مع الجزيرة نت.

يونس عطاري، لقد تنقلت بين دول عربية عديدة قبل وصولك إلى كندا. كيف اخترت كندا للاستقرار فيها؟

الحماية والأمن هما عنصران يبحث عنهما كل كائن حي. ولدتُ لاجئًا، والداي لاجئان أيضًا، لذا لم يكن لدي هوية شخصية. عشت ويلات الحرب والتهجير في سن مبكرة. في السابعة من عمري، عشت تجارب صعبة كأهل بلدي خلال تهجيرهم من قريتهم عام 1948، وفي عام 1970، عشتها مرة أخرى في الأردن. هذا التهجير كان مؤشرًا خطيرًا في حياتي. بعد عدة سنوات، انتقلت إلى دمشق حيث درست وعملت، ثم قررت الهجرة إلى كندا لأسباب تتعلق بالحماية ومستقبل عائلتي.

كيف حافظ يونس عطاري على الشاعر في هذا المنفى البارد والحصار على الشعر؟

كندا ليست جنة، لكنها قدمت لي الحماية والأمان. بدأت وزوجتي رحلة صعبة في تأسيس حياتنا. الحب هو العنصر الذي يمنحني التوازن والسعادة. فترة تأسيس عائلتي كانت صعبة، وابتعدت عن الكتابة لفترة. لكنني عدت للشعر بعد أن استلهمت من قراءة الروايات.

ما تأثير اللغة الإنجليزية على تجربتك ككاتب؟

لقد اهتممت باللغة الإنجليزية منذ وقت طويل. أعتبرها مفتاح نجاحي المهني، كما أنني أرى أن لها تأثيرًا كبيرًا في نشر الأدب العربي في كندا.

سنة 2021 أطلقت “دار الحاضرون”، وهي تنشر الآداب العربية مترجمة إلى الإنجليزية. ما الذي دفعك لإطلاق هذه الدار؟

أطلقنا “دار الحاضرون” لمواجهة الصورة السلبية للعرب التي نشأت بعد أحداث 11 سبتمبر. نريد تقديم صورة حقيقية للعربي من خلال الأدب. نشعر بأن النشر باللغة الإنجليزية في كندا يمكن أن يساهم في تغيير هذه الصورة.

كيف تتعامل مع تعقيدات النشر باللغة الإنجليزية في كندا؟

النشر باللغة الإنجليزية يمثل تحديًا كبيرًا. نحن نعتمد على الكتب الإلكترونية ونقوم بطباعة بعض العناوين ورقيًا. نتواصل مع المكتبات العامة ونشارك في معارض الكتاب لزيادة الوعي حول الأدب العربي.

كيف يمكن للمؤسسات العربية في كندا أن تساهم في مشاريع الثقافة العربية؟

الثقافة مشروع حضاري عميق، وتحتاج الثقة من قبل المؤسسات لدعم المبادرات الثقافية. الدبلوماسية الثقافية يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين الصورة العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى